بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على المصطفى الكريم و على اله و صحبه اجمعين
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مقدمة
حتى بداية القرن العشرين ظلت الميكنيك التقلدية مرجعا للعلوم و كان العلماء يقصدون بالجادبية ضاهرة قوة الجدب الواقعة بين كتلة و اخرى و عليه كان الاعتقاد السائد أن حركة ألكواكب حول ألشمس ناتجة على أن ألكوكب في حالة حركتين إحداهما تريد ألحذو به على خط مستقيم هربا من الشمس و ألاخرى تأتي به ساقطا عليها بسبب قوتها الجادبه و ينتج عن هذا حركة ألكوكب على مسار منعرج. و تدهب ألميكنيك ألتقليدية إلي أن مسار ألكوب تابت على مدى ألزمن أي أن ألكوكب يعود إلى أي نقطة منه بطريقة دورية، لكن حينما أكتشف أن ألموقع ألاقرب من ألشمس ألذي يمر به كوكب المريخ ـ و ألحال كذلك لأي كوكب أخر ـ يتغير من سنة الى سنة أي ينزاح عن مكانه ألسابق، حينذاك سقطة ألميكنيك ألتقليدية و كان لا بد من إيجاد علم جديد لشرح ألضاهرة، فجاءت النسبية العامة لتقول أن حركة ألكواكب ألمنعرجة حول ألشمس ليس ناتجة لوجود قوة ألجادبية المزعومة و إنما بسبب تحدب ألفضاء حول الشمس بسبب كتلتها ألعملاقة! يعني هذا أن ألكتلة تفرض على ألفضاء إتباع هندسة ريمان ألحدباء، و بألفعل إستطاعةألنسبية ألعامة حساب إنزياح ألموقع ألأقرب من ألشمس للمريخ و ذلك بدقة فائقة، و هكذا أصبحت ألضواهر ألمتعلقة بألجادبية ليست إلا مضاهرا لتحدب ألفضاء و عليه فألجادبية نفسها ما هي إلا ضاهرة لتحدب ألفضاء، و بمعنى أخر قول احدهم بألجادبية أو بتحدب ألفضاء فهو سواء. و جاء سريان ألنور ألمنعرج قرب سطح الشمس ليتبت صحة ألنسبية ألعامة و ألدليل أن ألنور لا كتلة له و مع ذالك ينعرج مساره إذا مر قرب كتلة عملاقة، فيتبت بالبرهان ألقاطع أن ألكتلة تحدب ألفضاء ألمحيط بها أي أنها تفرض عليه أن أقصر مسافة بين نقطتين ليس ألخط ألمستقيم و إنما هو الخط المنعرج، فمسارات ألكواكب حول ألشمس ما هي في حقيقة ألامر إلا أقصر ألمسارات تبعا لتحدب الفضاء حولها، و لهذا ألسبب ينعرج مسار ألنور قرب سطح ألشمس لأنه يبحت عن أقصر طريق في سيره و يحقق ذلك على ألمسار ألمنعرج. ينتج عن هذا أن ألكون لا يتبع هندسة إقليدس و إنما يتبع هندسة ريمان.
و من ألنتائج ألهامة للنسبية ألعامة أن ألزمن يتمدد كلما زاد تحدب ألفضاء أي كلما زادت ألكتلة او كلما إقتربنا من مركز أية كتلة و قد أتبتت ألتجارب ألحديثة ذلك حيث أن ألزمن يتباطء على مستوى سطح ألبحر بالنسبة اليه على إرتفاع جبل إفرست، فالمقارنة ألتجريبية بين ألزمنين أدي إلى أن ألزمن على ألجبل تقدم ب 16 واحد من الالف من ألثانية خلال سنة وهذا يعنى أن ألزمن على مستوى سطح ألبحر أبطئ منه على قمة ألجبل بسبب ألقرب من مركز كتلة الارض، و ألحال كذلك بألنسبة لقمر إصطناعي، و لا يخفى على ألقارئ أن ألفرق بين زمن القمر ألإصطناعي و ألزمن على مستوى ألبحر يأخد بعين ألاعتبار لدي ألملاحة ألجوية ألتي تعتمد نظام ألتموقع ألشامل ( GPS) و كذلك هو ألحال بألنسبة للسفن. فألزمن يتمدد بسبب ألكتلة، فكلما زادت ألكتلة كلما زاد تحدب ألفضاء حولها و كلما زاد تباطئ الزمن.
حينما يصل تركيز ألكتلة إلى ما لا نهاية يتوقف ألزمن عن ألسريان لأن في هذه ألحالة تؤل وحدة قياسه إلى ما لا نهاية كذلك، و ألثقوب ألسوداء تحقق هذا ألشرط أي أن ألساعة هناك تشير إلى منتصف أليل إلى ألابد و لا تتحرك عقاربها أبدا.
يبنى قياس ألزمن على ألضواهر ألدورية ( periodic )، و بالاصطلاح نعتبر ان دورة للضاهرة ألمعتمدة هي وحدة ألقياس، و يكفي إذن عد ألدورات لعد ألزمن ، مثلا قد نستعمل حركة ألنواس ألدورية كأساس لقياس ألزمن، كما يمكننا إستعمال ساعة ذرية لهذا ألغرض في سبيل ألدقة، و في كلا الحلتين الوحدة المعتمدة تطول او تقصر تبعا لشدة تحدب الفضاء في الموقع الذي توجد فيه الساعة.
فاذا ضبطنا ساعتين ذريتين علي مستوى البحر كي تشيرا الى نفس الوقت و بعد ذالك اخذنا احداهن الي قمة جبل افرست فبعد سنة من العمل نلاحض ان الساعة التي وضعت على قمة الجبل قد تقدمت ب 16 من الالف من الثانية، بمعنى حين تشير الساعة التي بقية على مستوى سطح البحر الى منتصف اليل تشير الساعة الموجودة على قمة الافرست الى منصف اليل و 16 من الالف من الثانية. و هذا يعني ان وحدة قياس الزمن على سطح الافرست قد تقلصت اي اصبحت اقصر من وحدة قياس الزمن على مستوى صطح البحر باعتبارهذه ألأخيرة كمرجع. هذه التجربة ليست دربا من الخيال بل قد اقيمت بالفعل و ذلك للتأكد من العلاقة بين الزمن و تحدب الفضاء
ماذا ينتج عن هذه التجربة؟ ينتج انه كلما ابتعدنا عن موكز الارض اي عن مركز الكتلة كلما تقلصت وحدة الزمن و العكس بالعكس اي كلما اقتربنا من مركز الكتلة كلما تمدد الزمن و السبب في ذلك ان تحدب الفضاء الناتج عن الكتلة اقوى بالقرب من الكتلة منه بعيدا عنها و الزمن يتبع هذا التدرج اذ الوحدة عنده تطول كلما زاد تحدب الفضاء.
و لقد اشار الله سبحانه و تعالى في سورة السجدة الى الارتباط الوتيق بين الفضاء و المادة و العامل الذي يربط بينهما بقوله
بسم الله الرحمان (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) ( 5) السجدة
فلنبدء بكلمة السماء و هي تعني الفضاء كما هو معناها في قوله تعالى ًًً ثم استوى الى السماء و هي دخان ً فصلة (11) اي الفضاء و هو دخان بعد عملية الانفجار الاكبر كما اثبت ذلك العلم الحديث.
يدبر الأمر اذن من الفضاء إلى الأرض اي يخلقه من الفضاء و يصممه تابعا للفضاء و الارض في سلسلة الخلق، يجعله اذن تابعا للكون ككل ، يجعل هذا الامر تابعا لكل من الفضاء و الماده على حد سواء في سلسلة الخلق فيصبح ذلك الامر خاصية مرتبطة ارتباط وثيقا بالفضاء و بالماده و وسيلة ربط بينهما لقوله تعالى # من السماء إلى الأرض # ، و استنادا الى ما يلي في الاية ً ثم يعرج إليه ً نفهم ان هذه الخاصية التابعة للفضاء و المادة لها قدرة على الحركة و تتبع مسارات منعرجة في سيرانها فينتج لدينا ان الامر المقصود في الاية هو الجادبية و بما ان الله سبحانه و تعالى قد استعمل فعل العروج نفهم انه يقصد بذلك تحدب الفضاء و بالتالي يطابق مفاهيم النسبية العامة حيال تحدب الفضاء و التي اثبتت ان ما يطلق عليه الجادبيه ما هو الا صورة لتحدب الفضاء، و التحدب يفرض في الفضاء ان اي متحرك لا بد و ان يعرج. اذن الامر المدبر من قبل الله ادي الى الطبيعة المنعرجة للمسارات و لا يمكن لهذا الامر الا ان يكون تحدب الفضاء التابع للتركيز العملاق للكتلة حين بداية الخلق حين كان امتداد الكون لا زال صغيرا.
و تواصل الاية بدقة البرهنة علي ان المقصود بالامر هو تحدب الفضاء (الجاذبية ) بما يلي # ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون# ، اي ان اليوم كوحدة للزمن وقت خلق الجادبية (اي تحدب الفضاء) يساوي الف سنة مما هو عليه الزمن على الارض حاليا، و هذه اشارة واضحة الى تمدد الزمن، وبما ان هذا التمدد الزمني تابع لتحدب الفضاء - تابعا لقوة الجاذبية - اي الى التركيز الكبير للمادة في بداية الخلق للكون نفهم ان المقصود بالامر في الاية مرة اخرى هو تحدب الفضاء ( الجادبية). و العارفين بالنسبية العامة يعلمون ان الزمن يتمدد كلما زاد تحدب الفضاء و لا تنقص التجارب على ذلك في العلم الحديث.
و هكذا يصل الاعجاز العلمي الى قمته حيث يتحدث القرأن الكريم على مفاهيم النسبية العامة من تحدب للفضاء و هو ما يطلق عليه بالجاذبية في الاصطلاح التقليدي و من تمدد للزمن التابع للتركيزات الكبري للماده او زيادة في التحدب اي زيادة في الجادبية حسب الاصطلاح التقليدي
و الحمد لله رب العالمين